استشهاد 15 فلسطينياً إثر قصف الجيش الإسرائيلي لخيام النازحين في غزة

استشهاد 15 فلسطينياً إثر قصف الجيش الإسرائيلي لخيام النازحين في غزة
آثار العدوان على غزة- أرشيف

فجّرت طائرات الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، مأساة جديدة في قطاع غزة، بعدما قصفت بشكل مباشر خيام نازحين فلسطينيين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيًا على الأقل وإصابة العشرات، في جريمة جديدة تهزّ ضمير العالم.

وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن معظم الضحايا ينتمون إلى عائلة واحدة، وقد استُهدفوا بينما كانوا داخل خيمتهم قرب أبراج طيبة، في منطقة يفترض أن تكون “آمنة” نسبياً للنازحين الهاربين من مناطق الاشتباكات والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في رفح ووسط القطاع، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وأشارت فرق الإسعاف والإنقاذ إلى أنها واجهت صعوبات شديدة في الوصول إلى الضحايا بسبب استمرار القصف، وانعدام البنية التحتية، ونقص المعدات، ما أدى إلى تأخير عمليات الإجلاء، وسط تحذيرات من تفاقم الأوضاع الصحية للجرحى.

تصعيد في رفح

في وقت متزامن، قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي خيام نازحين في مواصي رفح جنوب القطاع، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات، في تصعيد خطير يضرب مجددًا مناطق كان يفترض أن توفر "الحد الأدنى من الأمان" للمدنيين وفق المزاعم الإسرائيلية السابقة.

وقالت مصادر محلية إن الاستهداف تم بشكل مباشر، دون سابق إنذار، وطال خيامًا أقيمت فوق أراضٍ زراعية لجأ إليها السكان بعد تدمير منازلهم في رفح. 

ويأتي هذا القصف في ظل استمرار النزوح الجماعي، ومخاوف متزايدة من اجتياح عسكري جديد لمناطق جنوب القطاع.

أزمة إنسانية خانقة

يتزامن هذا التصعيد مع تدهور خطير في الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث يعاني أكثر من 1.9 مليون نازح من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه النظيفة، وسط انهيار النظام الصحي، وشلل المؤسسات الإنسانية بفعل القيود الإسرائيلية والهجمات المتكررة.

وتشير تقارير منظمات دولية إلى أن غالبية السكان في المناطق المستهدفة يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة، فيما تحذّر منظمات الإغاثة من تفشي الأمراض، لا سيما في المخيمات العشوائية التي تفتقر للصرف الصحي والماء الصالح للشرب.

وفي سياق متصل، فجّرت وحدات الجيش الإسرائيلي منازل سكنية شمال خان يونس، في عملية عسكرية أدت إلى تشريد عشرات العائلات الفلسطينية، وسط مشاهد صادمة لأطفال ونساء يفترشون الأرض دون مأوى، في ظل حرارة الصيف القاسية.

وأظهرت لقطات متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي دخانًا كثيفًا يتصاعد من المناطق المستهدفة، وصراخ السكان وهم يحاولون إنقاذ ما تبقى من ممتلكاتهم، وسط غياب واضح لأي حماية دولية أو تدخل فاعل لوقف هذا التصعيد المستمر منذ أشهر.

نداءات لوقف إطلاق النار

جددت الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية دعواتها إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضرورة توفير حماية عاجلة للمدنيين في قطاع غزة، خصوصًا النازحين الذين باتوا مستهدفين في أماكن يفترض أن تكون "مناطق آمنة".

وذكّرت وكالة "وفا" في تقرير لها اليوم، بأن إسرائيل كثّفت من قصفها العشوائي خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في عدد الضحايا المدنيين، في تجاهل واضح للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المدنيين ومرافقهم.

وفي ظل هذا الواقع، يتصاعد الغضب الشعبي والحقوقي من عجز المجتمع الدولي عن وقف المجازر المتكررة في غزة، وتُحمّل الفصائل الفلسطينية والهيئات الحقوقية إسرائيل المسؤولية الكاملة عن التصعيد الجاري، وتطالب بتحقيق دولي مستقل في هذه الانتهاكات التي تُصنّف ضمن "جرائم الحرب".



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية